"الموت الغامض" يحصد أرواح قيادات إيرانية

من طرف **الهاشمي2** الخميس ديسمبر 17, 2009 7:38 am

"الموت الغامض" يحصد أرواح قيادات إيرانية

16/12/2009 - 29 ذو الحجة 1430

منذ نحو 20 عاما وتضاف أسماء جديدة لقائمة حوداث الموت المفاجئ أو انتحار شهود الإثبات في قضايا سياسية ولمطلعين على معلومات أمنية حساسة في إيران الأمر الذي دفع المراقبين إلى النظر لهذه الظاهرة بعين الريبة والشك.

وكان آخر حادث من هذا النوع هو وفاة مدير شركة "اعتماد مبين" الاقتصادية التابعة للحرس الثوري مجيد سليماني بور وزوجته شهین برون.

وفي تعليقه على وفاته قال مدعي عام طهران إن "تقرير الطب الشرعي أثبت بأنهما قتلا نتيجة للتسمم بالغاز".

و شركة " اعتماد مبين " العملاقة قد أبرمت بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة أكبر صفقة في تاريخ البورصة الإيرانية باستحواذها على أسهم شركة الاتصالات الإيرانية بقيمة 8 مليارات دولار.

وأثارت هذه الصفقة سلسلة احتجاجات بين المراقبين السياسيين والاقتصاديين المستقلين نظرًا للمخاوف الأمنية من تنصت المكالمات الهاتفية للمواطنين وإقصاء منافسي الشركة التابعة للحرس من ساحة المنافسة قبل أيام من إبرام الصفقة.

وتحدثت مصادر إعلامية إيرانية بأن مجيد سليماني بوركان قد كشف مؤخرًا عن معلومات بخصوص طريقة شراء شركة الاتصالات الإيرانية من قبل الحرس الثوري وتأكيده بان ملكية الشركة تعود إلى مجتبى خامنئي النجل الثاني للمرشد الأعلى والمتهم من قبل المعارضة بقيادة التزوير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح محمود أحمدي نجاد.

وأعاد حادث الوفاة هذا إلى الأذهان وفاة عدد من شهود الإثبات والمطلعين على معلومات حساسة في إيران.

وتستشهد الصحفية الإيرانية فرشته قاضي في تقرير لها على موقع "روز أون لاين" القريب من الإصلاحيين بانتحار نائب وزير الأمن والإستخبارات الأسبق سعيد إمامي عام 1999 في ظروف غامضة بعد أن أودع سجن إيفين بتهمة تصفية المثقفين والسياسيين المعارضين في الداخل.

وظلت المعارضة توجه أصابع الاتهام إلى تيارات في السلطة بالوقوف وراء قتل إمامي في السجن للحيلولة دون كشف الجهة التي أصدرت له الأوامر للقيام بتنفيذ التصفيات الجسدية تلك حيث قال كروبي بطريقة تحمل في طياتها السخرية إن سعيد إمامي " تم انتحاره" في إشارة إلى تورط السلطات بقتله.

ويشير التقرير إلى مقتل كل من أحمد كاظمي قائد القوة البرية للحرس الثوري أبان الحرب العراقية الإيرانية وسعيد مهتدي قائد الفرقة 27 ، وسعيد سليماني‌ مساعد العمليات‌ وحنيف‌ مسؤول‌ شؤون الإستخبارات ورشادي‌ نائب القائد العام للقوة البرية ويزداني‌ قائد وحدة المدفعية في الحرس الثوري حيث قضوا نحبهم جميعا في حادث سقوط غامض لطائرتهم عام 2006.

وقد عزت وكالة أنباء فارس القريبة من الحرس الثوري حينها أسباب السقوط إلى "نفاد الوقود" إلا أن البيان الصادر عن الأركان العامة للقوات المسلحة أشار إلى وجود "عطل فني" في محركي الطائرة في حين كانت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية "ايسنا " قد نشرت تصريحا للقائد العام السابق للحرس الثوري الجنرال رحيم صفوي الذي تحدث عن "انفجار الطائرة".

وفي عام 1998 اتهمت جماعة مجهولة تدعى "المهدوية" بمحاولة اغتيال علي رازيني مدير عام دائرة العدل بطهران وفي حينها ظلت ظروف تلك المحاولة غامضة وفي النهاية سلم المتهم الأول غلام رضا عاملي نفسه طواعية إلى سفارة الجمهورية الإيرانية في الإمارات ونقل إلى السجن في إيران ليتم الإعلان لاحقا عن تعرضه لطعنات بالسكين على يد أحد نزلاء السجن الذي حوكم هو الآخر بشكل سري خلف الأبواب المغلقة.

واعتقل منذ 4 أعوام رجل دين يدعى سيد محمد حسيني ميلاني بتهمة إصدار فتوى قتل رازيني لينقل في شتاء 2002 إلى المستشفى إثر نوبة قلبية ولكن أعلن عن وفاته بسبب عملية جراحية في الرئة.

وبعد مرور أسبوع على الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في إيران نشرت صحيفة "غاردين" البريطانية تقريرا حول وفاة موظف في وزارة الداخلية الإيرانية في حادث سير قيل بأنه كان حادثا مدبرا وذلك بعد كشفه عن "الأرقام الحقيقية" لنتائج الإنتخابات "والتي بينت فوزمير حسين موسوي في الانتخابات".

وأشارت الصحيفة إلى أن المقتول يدعى "محمد عسكري" إلا أن مصادر مطلعة أكدت بأن اسمه الحقيقي "محمد مهدي أصغري" وكان يشغل منصب مدير شبكة الحاسوب في الوزارة و جاء في تقريره بأن الوزارة تلاعبت في البرمجيات بطريقة تؤدي إلى تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية في الأقاليم الإيرانية لصالح الرئيس الحالي.

و في النصف الأول من شهر نوفمبر الماضي انتشر نبأ وفاة أحد الأطباء العاملين في مستوصف سجن "كهريزك" سيء الصيت في مختلف وسائل الإعلام الإيرانية.

وكان الطبيب رامين بورأندرجاني من أهم شهود الإثبات في قضايا مرتبطة بأحداث سجن كهريزك ولكن الطبيب الشاب وجد فيما بعد متوفيًا في شقته وسجلت على إنها حالة انتحار إلا أن أسرة الطيب وأصدقائه نفوا بشكل قاطع إقدام المتوفي على الإنتحار.

وتحدثت مواقع إصلاحية عن تعرض الطبيب للاعتقال من قبل السلطات الأمنية، كاشفة عن تحدثه مرارًا لبعض أصدقائه عن إحتمال قتله نتيجة للمعلومات التي كانت في حوزته بخصوص عمليات القتل والاغتصاب في سجن كهريزك وأنه يواجه ضغوط لإرغامه على إدلاء بشهادة زور بهذا الخصوص.

البينة